هذا الخطاب كان في مؤتمر البرلمانيين العرب في مدينة صور في لبنان الشقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ، الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله " صدق الله العظيم .
معالي الرئيس الأكرم
أصحاب المعالي والسعادة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نلتقي اليوم في ظروف قاسية مريرة تمر بها امتنا العربية والإسلامية ، حيث يمارس العدو الصهيوني وكعادته محرقة كبيرة بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني في غزة والضفة والأراضي المحتلة عام 1948 منذ تسعة ايام فيقتل الأطفال والنساء والشيوخ المحصورين في عدة كيلومترات مستخدما كل أنواع السلاح الأمريكي المتطور ضد أبرياء عزل من السلاح ومن الملاجئ ومما يمكن أن يقيهم من نار حقد هذا العدو المجرم .
الأخوة الأفاضل
ما كان للعدو أن يقوم بهذا العدوان الخسيس لولا الدعم الأمريكي المطلق ورغم معرفته بان المواقف العربية الرسمية تنقسم بين مؤيد وداعم للعدوان وبين عاجز أو غير راغب في إصدار إدانة أو تنديد به ، ولو جمعنا كل ما صدر عن العرب والعالم من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار لما ساوت رصاصة واحدة في يد مقاوم .
واليوم ونحن ممثلي الأمة يقع على عاتقنا مسؤوليات جسيمة إن قصرنا فيها فان الله سيحاسبنا والتاريخ لن يرحم . وإذا كنا نعلم أن الجانب الرسمي العربي لن يصدر عنه لا في قمة ولا في
اجتماع وزراء الخارجية أو مجلس الجامعة أكثر من بيان يشجب ويستنكر وهو أمر لا يسمن ولا يغني من جوع بل إنهم لو دفعوا مئات الاف الدولارات التي تكلفها هذه المؤتمرات على شكل دعم
ومساندة لأهالي غزة لكان ذلك أجدى وانفع ، ولكانت نتائج ذلك أفضل في واقعنا من الهدف الأخير لهذه المؤتمرات التي تحبط المواطن العربي وتعلن العجز العربي المطلق عن أي موقف مشرف مع ضرورة عقده ألان لنكتشف حقائق المواقف العربية مما يجري .
وبذلك لا يجوز أن يصدر عنا ما يصدر عنهم ، فالموقف المأساوي والدماء الغالية الطاهرة لا يمكن أن تواجه ببيان أو تصريح صحفي لا يساوي ثمن الحبر والورق والجهد الذي بذل في صياغته ، خاصة أمام عدو مجرم لا يفقه إلا لغة القوة ولنا في حرب تموز 2006 انصع دليل على ذلك .
ولقد اجتمعنا كبرلمانيين عرب يوم الخميس الماضي في صور وصدر عن الاجتماع مجموعة توصيات نرجو أن نلتزم بها كبرلمان أردني وممثلين عن الشعب وهي :
أ – أن يصدر عنا مطالبة قوية وواضحة للرئيس مبارك بفتح المعابر بصورة دائمة لدخول كل
أشكال الدعم لأهلنا في غزة من أدوية وأطباء ومستشفيات وغذاء ووقود وغيره مما تحتاجه غزة لرد العدوان .
ب- أن يصدر عنا رفض واضح لموقف أي دولة عربية تضع نفسها وسيطا في هذا الصراع
وتساوي بين العربي واليهودي ، لان ذلك يعني التنكر لعروبة هذا البلد .
ج- إلغاء جميع المعاهدات والاتفاقيات الموقعة مع العدو مستندين إلى حقيقة أن هذا العدو لم يحترم
هذه الاتفاقيات والمعاهدات ، وقطع كل أشكال العلاقات مع العدو .
د- أن الانحياز الأمريكي البريطاني المطلق للكيان الصهيوني نقف نحن وراءه لأننا نؤمن لهؤلاء
مصالحهم في المنطقة ولا نطالبهم بأي مصلحة لنا . ولو كان هؤلاء يشعرون بان مصالحهم في بلادنا مهددة بالخطر ، لكان لهم موقف آخر ، ومن هنا يجب علينا أن نبدأ بإعادة النظر في كل علاقاتنا معهم والعمل وبكل الوسائل على وجود موقف رسمي وشعبي واضح وان مصالح الغير في بلادنا مرهونة بمصالحنا وبمواقفهم من قضايانا .
هـ – دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية الحقيقية على أساس المقاومة لدحر
الاحتلال كعمل شرعي وواجب مقدس على الجميع .
ز- الطلب من دول الخليج تقديم كل أشكال الدعم المالي للأهل في غزة .
ح – الطلب من نقابات المهندسين والمقاولين العرب الاستعداد للمشاركة في إعادة اعمار ما خربه العدوان الصهيوني على غزة .
وبعد أيها الأخوة أن العدو لا يعجزنا والانتصار عليه أكثر من ممكن ولقد أثبتت التجارب ذلك وستبقى المقاومة هي طريقنا الوحيد للنصر وانتزاع حقوقنا المغتصبة . وإنني واثق من انتصار أهلنا في غزة ومن اندحار الأعداء رغم معرفتي بحجم التضحيات وصعوبة المواقف .
وليوفقنا الله جميعا لان نقوم بما يمليه علينا ضميرنا والمرحلة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النائب
يوسف البستنجي