حتى لا تنهار أسطورة الأم العاملة
--------------------------------------------------------------------------------
هل بالفعل انهارت "أسطورة الأم العاملة"؟ هل فشلت المرأة في تحقيق التوازن بين احتياجات الزوج والأبناء وأعباء المنزل والطموح الوظيفي؟ هل القول الذي يؤكد أن التجربة أثبتت عدم قدرة المرأة على التوفيق بين هذه الأمور صحيح أم مضلل؟
تختار المرأة الخروج للعمل بسبب ظروف مادية، أو لأسباب معنوية، أو وفاء لفروض عين تقع على المرأة بحكم أهليتها أو قدراتها أو مهاراتها أو علمها، وقد يكون عملا في خدمة المجتمع تراه من الأمانة التي حملها الله إياها.
يؤكد المتخصصون في المجال الأسري أن المرأة لا يمكن بمفردها أن تحقق نجاحا فيما فيه شراكة، بمعنى أن الأطراف التي تشتبك مع المرأة لتحقق السعادة والراحة لهم ليسوا بمعزل عن المسئولية تجاه مساعدتها للقيام بهذا الدور على أكمل وجه.
فالزوج عليه مشاركتها في مهمة تربية ورعاية الأبناء والمشاركة في الأعباء المنزلية.. والمجتمع مطالب بتقدير دورها واحترامه.. والدولة مسئولة عن سن القوانين التي تحمي خصوصية دورها كأم وزوجة وامرأة فاعلة تساهم في نهضة مجتمعها، حتى لا تتركها فريسة لصاحب العمل يعاملها وكأنها موظف من الدرجة الثانية ليس لشيء سوى أنها أم، وقد لا يعطيها سوى نصف مرتب زميلها الذي يؤدي نفس عملها، ويماطل في استحقاقها لإجازة الوضع وساعات الرضاعة
لا للاستسلام
وحتى تستطيع "الأم العاملة" النجاح في مهمتها النبيلة يمكنك الاسترشاد ببعض الأفكار التي يمكن تنفيذها بعد عودتك من يوم عمل طويل:
تخلصي من أعباء العمل وخلافاته بمجرد دخولك للمنزل، فهذا من شأنه أن يدفعك للتركيز أكثر في تفاصيل جنتك الصغيرة.
جهزي جدولا زمنيا بعدد الساعات التي تقضينها في البيت منذ لحظة دخولك وحتى موعد نومك، قومي بتقسيم المهام اليومية المطلوبة منك على عدد الساعات المتاحة.
كوني واقعي بشأن الوقت الذي تستغرقه كل مهمة من المهام الملقاة على عاتقك، فاللاواقعية تعرضك للتأخر عن أداء المهمة، ومن ثم التوتر ويعرضك للخطأ.
حددي أولوياتك بأي الأمور ستبدئين، ليكون معيارك "الأهم والمؤثر فالمهم والضروري".
أشركي زوجك في إعداد الجدول وتحديد الأولويات، سواء لدعوته للمشاركة في المهام أو على سبيل العلم، فبهذا تكسبين دعمه.
لا ترهقي نفسك بعد ساعات العمل بأمور العمل، حتى لو كان ذلك في الأوقات المخصصة لراحتك، فصحتك الجسدية والنفسية عامل مهم لإنجاز دورك كأم عاملة.
مقدار الوقت الذي ستقضينه مع أبنائك ليس هو المهم، ولكن الأهم هو كيفية قضائك لهذا الوقت معهم.
اغتنمي هذا الوقت في اللعب مع أبنائك ألعابهم الطفولية الجميلة التي تخرجك من الروتين اليومي.
أعطيهم في الوقت المخصص لهم بشكل يومي الاهتمام والتركيز الحقيقي لكل ما يقولون أو يفعلون.
اهتمي بأن تستمعي لهم وأن تجعليهم يتحدثون عن أنفسهم وعن الآخرين وعن مخاوفهم وأحلامهم، وذلك ليتعلموا كيفية التعبير عن ذواتهم وعدم كبت مشاعرهم.
جنتك الصغيرة
لا تؤجلي عمل اليوم، فالغد به ما يكفي من الأعمال، والتأجيل قد يثمر كارثة في جدولك.
قومي بالصيانة الدورية لأجهزتك في موعد منتظم حتى لا يصاب أحدها بالعطب في الوقت غير المناسب.
قومي بتغيير ما يوشك على التلف من أدوات.. منبه قديم خذلك مرة، حقيبة تلفت مفاتيحها، فهذه الأشياء الصغيرة قد تثير التوتر، وقد تؤدي لمشاكل كبيرة وتكاليف أعلى.
قللي من شرب القهوة والشاي.. أضرارها أكبر من نفعها، الماء البارد والوضوء كاف لإيقاظك، ولتنشيطك أثناء اليوم.
ضعي خططا بديلة لتجنب الأزمات.. رتبي مع صديقة إمكانية أخذ أطفالك من المدرسة في حالات الطوارئ.. رتبي مع والدتك إمكانية إعداد طعام سريع في يوم يحتمل أن تطول فيه ساعات العمل لظروف طارئة.
خذي الأمور بهدوء، وتنازلي أحيانا عن الجودة القصوى، لن ينهار العالم إذا لم تقدمي على العشاء الصنف الذي يأخذ 3 ساعات في إعداده لتثبتي أنك طباخة ماهرة، فأنت لا تحتاجين لإثبات أي شيء لأي أحد.
البساطة وعدم التكلف وأداء ما في الوسع دون تحميل نفسك أو من حولك فوق ما يطيقون يحل الكثير من مشاكل التوتر.
إذا كنت بمفردك في المنزل فأغلقي الهاتف والتلفزيون، واستمتعي ببعض الهدوء في صلاة خاشعة أو قراءة هادئة للقرآن أو جلسة تأمل في الشرفة.
احرصي على ألا يمر يومك دون أن تقومي بعمل تحبينه وتستمتعين به، ولو لخمس دقائق.. القراءة، كتابة الخواطر، تطريز، رسم.
جددي في مظهرك بين الحين والآخر، صففي شعرك بشكل مختلف أو ارتدي ملابس جديدة في بيتك ، المظهر المتجدد يشعرك بالثقة بالنفس ويقلل توترك.
خططي ليوم الإجازة بشكل عادل.. جزء لك، وجزء لأسرتك، وجزء لبر والديك، وجزء لعبادة أفضل وأهدأ.
ابتسمي للحياة ولزوجك وأولادك بقدر ما تبتسمين للناس في مكان العمل.