الدموع

الدمع تـعـبيـرٌ وكــشف مصيــبـةٍ** لم الــطـفـل في بدء الحياة يـصيحُ؟


خـلــق الإلــه الـنـاس مـن دمـع فذا** أصــل الـخليقة واضـحٌ وصـريــحُ


من الناس من يبكي لفقد حبيــبـــةٍ** يـــصـــارع بــالآلام وهـــو طـريـحُ


دمــوع دعتـها داعـيــات صـبـابـــةٍ** وأشواق عـشــقٍ ربـهن مــلـــيــحُ


تغــلي الدموع بجوف عـيـــني تــــارةً ** كــمـا يغلي عذب المياه صفيحُ


دمـــع المحب بــــه العذاب يــــجــدد** من ذا رأى أن الـبكــاء مـــريـــحُ


دمــع الخــلــيـــل لــهـيـب نــار خليله** مــن حــرها أعتا الجبال تسيحُ


دمع الرجال شديـد بــأسٍ قد عـلا** ظهر الخطـوب مجــنـدلاً ويـُـطــيــحُ


لكن بــسهــم الـبـيـن أضحى طائحاً** يــزحــفْ عـلى الخدين وهو رزيحُ


دمــوع أبــنــاء الــعــروبـة لا تــجــف** فـــبـكل آونةٍ لــهــن جـــريــــحُ


ويـــح الـــعــروبـــة تــغـفو دون بيرقها** أما الــسواري هشمـتـها الريحُ


قــدر الـــعــروبــة تــبكـي كــل آونــةٍ** الدمـع قــتـلى و الفـؤاد ذبــيـحُ


أمــا الأســيــر مــقيــد فــي سجـنه** يبــكي كما يبكي العذاب كسيحُ


وذي وريــــقـــات الــزهـــور مـــداعٌ** بـهــا دمــعت صبحا زهور شيحُ


من الناس من يبكي المـسيح بحـرقةٍ** ينعى وقد صعد السماء مسيحُ


من الدمــع مــا قــد لا يـكــون لعـلـــة** ذرف الــدمــوع بـلا وجوب قبيحُ


مــيز دمــوع الــغدر لا تخـــدع بــهــا** قد تعقب المطر الخفيف الريحُ


و مــــن الــنســاء بــدمــعــها تتسلح** العــيــن تــدمــع و الرجاء شقيحُ


فــاحـذر دمـوع الغــادريــن وقـفــهــا** دمــع الـنـساء فـبعضهن كشـيـحُ


دنيـا دمــوع الـكـل فـيــهــا تــلــونــت** أثـر الدموع نــاطــقٌ و فـصـيــحُ


هــذي هــي الـدنيـا بــدمـعي تبدأ** وبــعـد الــوفـاة من ذا عليَّ يصيحُ